التصوير الفوتوغرافي والذكريات الرائعة

في ابسط تعبير، الصورة عبارة عن رسم ثابت يمثل مشهد تم التقاطه بواسطة فلم أو شريحة إليكترونية موجودة بداخل كاميرا، ولكن وبطبيعة الحال، الموضوع أوسع وأكبر من هذا التعبير أو الوصف البسيط للصورة. في الحقيقة أن أي صورة تحمل العديد من المعاني والتفاسير المختلفة، تختلف بحسب وجهة وتفسير كل من يشاهدها. على سبيل المثال؛ في حين أن صورة ترسم مشهد لعطلة يمكن أن يعيد إلى الأذهان ذكريات رائعة لشخص ما، وفي حين آخر قد تحمل معنا مختلف لشخص آخر. الصورة هي تعبير وتجسيد ورابط بين لحظة وزمن.

إن التعابير واللحظات الجميلة هي التي تجعلنا نحتفظ بالصور في ألبومات أو براويز أو في مكان آمن وننظر إليها من حين لآخر نستمتع فيها باسترجاع الذكريات واللحظات والأوقات الجميلة. وبمرور الوقت، نمر بتجارب مختلفة ونزور أماكن جديدة ونتعرف على أصحاب جدد، ولكن تبقى الصور هي الوثيقة التي ترسم تلك اللحظة وذلك الزمن، وقد يكون النظر إليها سببا في تشجيعنا للبحث عن أصدقاء قدامى لم نتحدث معهم منذ زمن بعيد.

كن جزءا من ذلك الحدث

الصورة الجيدة لها معاني كثيرة أكثر من مجرد التقاط صورة لمنظر يستحق التصوير. إذا أردت أن تلتقط صورة تنال أعجاب ورضى كل من يشاهدها، فإن عليك أن تحدث انطباعا يستوحيه الآخرون من مشاهدة الصورة بأنك “كنت جزءا من ذلك الحدث”. قد يكون هذا العمل صعبا نوعا ما عند تصوير المناظر الثابتة ناهيك عن المناظر المتحركة.

بدون أدنى شك أن الحصول على صورة رائعة يتطلب ضبط إعدادات الكاميرا للمشهد المراد تصويرة من حيث الحساسية ISO وفتحة العدسة Aperture وسرعة الغالق Shutter speed. الحركة السريعة تتطلب سرعة غالق أسرع لتجنب ضبابية الصورة، وفي بعض الأحيان وجود ضبابية بسيطة يعطي انطباعا مفيدا يعبر عن نوعية الحدث، بالإضافة إلى جودة الإضاءة ووضع الكامرة وحركتها أثناء التصوير كل ذلك له تأثير في نوعية وجودة الصورة.

تخيل المنظر

الموضوع الجيد يجعل التصوير أكثر سهولة والسبب الوجيه الذي يجعل الناس سعداء عند النظر إلى صورة معينة مرار وتكرارا هو سر تمحور الصورة حول مكان معين أو شخص أو مناسبة. من هنا يكمن إبداع المصور في إضافة لمسة من الجمال على الصورة. البعض يستطيع تصوير الأشياء القديمة وإبرازها بحلة جميلة ولمسة فريدة مثيرة للاهتمام وتستحق المشاهدة. لذا فإن أهم نقطة في الحصول على صورة رائعة تستحق المشاهدة والإعجاب هو أن يكون موضوع الصورة هو محور التركيز.

العصر الرقمي وما أحدثه من تغيير

أحدث التصوير الفوتوغرافي تغيرا كبيرا وجوهريا في حياتنا اليومية، التغيير طال كل أطياف وأعمار المجتمع ويبدو التغيير واضحا وجليا للأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الخمسين، حيث عايشوا فترات التغيير الجوهرية في معدات وآلية التصوير والتطور الرقمي لكاميرات التصوير، من في عمرهم يتذكر عند التقاط صورة أن هنالك انتظار لمدة يوم أو يومين قبل أن يرى النتيجة النهاية، بينما في هذه الأيام تظهر النتيجة في ثوان معدودة.

التصوير الرقمي هو السبب الرئيسي وراء هذه التغييرات الهائلة التي حدثت. كنا نلتقط الصورة ونأمل في نتيجة إيجابية لا نستطيع أن نجزم بنجاحها إلا بعد عدة أيام من عودتنا من رحلة ممتعة تم توثيقها في فلم يحتاج إلى تحميض وطبع لتظهر النتيجة إيجابه أو سلبية ولن يكون هنالك مجال للتعديل أو التصحيح كما هو الحال في هذه الأيام حيث تظهر النتيجة فورية على شاشة خلف الكاميرا تمكننا من إعادة المحاولة مرات عديدة وبجهد أقل لنحصل على صورة ترضي أذواقنا.

زمن الأسود والأبيض

تم اختراع التصوير الفوتوغرافي منذ وقت أطول مما يضن البعض، في الواقع كانت هنالك تجارب للتصوير بالألوان في القرن التاسع عشر، إلا أن التصوير بالألوان بدأ ينتشر في بداية الستينات من القرن العشرين، واستمر الوضع لعدة عقود قبل أن تظهر الصور الملونة ضمن صفحات الصحف اليومية.

ورغم انتشار وسهولة وجودة التصوير بالألوان، إلا أن التصوير بالأسود ولأبيض مازال له بريقه ورونقه ومحبيه من هواة ومحترفي التصوير، حيث يمنحهم هذا النوع من التصوير الشعور بالزمن الجميل – زمن الأسود والأبيض.

تصوير المناظر الطبيعية

التماثل، والتكرار، والتباين، وعدم التناسق، والترابط المنطقي – كل ما سبق يعتبر المكونات الرئيسية التي تمثل الصورة الجميلة التي التقطها مصور محترف. هذه المكونات تحتاج إلى توازن عند التقاط واحدة من المواضيع التي يمكن التعبير عنها بالسهل الممتنع في ميدان التصوير – المناظر الطبيعية.

تعتبر المناظر الطبيعية من أفضل المواضيع لدى معظم المصورين الفوتوغرافيين وذلك لأنها مألوفة وتحيط بنا وبشكل دائم. تصوير المناظر الطبيعية يمكن تتبعه إلى بداية القرن الثامن عشر، وفي القرن التاسع عشر ظهر العديد من محبي ومحترفي تصوير المناظر الطبيعية وتم عرض أعمالهم الجميلة في المتاحف والقصور وصالات العرض في جميع أنحاء العالم. واليوم مازال تصوير المناظر الطبيعية يستهوي الكثير من المصورين الناشئين لعشقهم للطبيعة ومكنوناتها مما يبشر بالمزيد والمزيد من الأعمال الإبداعية في تصوير المناظر الطبيعية.

معظم الناس يعتقدون أن تصوير المناظر الطبيعية سهل جدا لأن الطبيعة كما هي لا يمكن تعديلها أو إدخال بعض التحسينات عليها ويمكن اختيار إي زاوية لالتقاط الصورة. وعلى العكس من ذلك، يعتقد معظم المصورين أن تصوير المناظر الطبيعية هو واحد من أصعب المواضيع، لأنك ستحتاج إلى مجموعة من معدات التصوير وتركيز أكثر ونظرة ثاقبة لتقييم المشهد والتقاط صورة غير تقليدية.